هل ستنضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي؟

متى ستنضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي؟ (شهر نوفمبر 2024)

متى ستنضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي؟ (شهر نوفمبر 2024)
هل ستنضم أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي؟

جدول المحتويات:

Anonim

أوضح الرئيس الأوكراني الحالي بترو بوروشينكو أن بلاده ملتزمة بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ويخطط للبلاد التقدم بطلب للعضوية بحلول عام 2020. وتقدم عضوية الاتحاد الأوروبي عددا من الفوائد والانضمام مشروط لتلبية عدد من المعايير السياسية والاقتصادية من أجل تحقيق الاندماج الناجح مع بقية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. غير أن هذا الاندماج يتنافى مع العلاقات الأوكرانية الحالية مع روسيا، ومن ثم فهو يؤجج صراعا بين القوى الشرقية والغربية. وسواء كانت أوكرانيا ستنضم إلى الاتحاد الأوروبي أم لا ستعتمد في النهاية على حل هذا الصراع.

- <>>

الطريق إلى عضوية الاتحاد الأوروبي

عضوية الاتحاد الأوروبي مشروط بالتزام ناجح بمجموعة من المعايير الاقتصادية والسياسية التي حددها المجلس الأوروبي كوبنهاغن في عام 1993 والمعروفة باسم معايير كوبنهاغن. وتشمل المعايير السياسية تحقيق مؤسسات ديمقراطية مستقرة، والتمسك بسيادة القانون، والتفاني في حقوق الإنسان، واحترام الأقليات، فضلا عن حمايتها. وتشمل المعايير الاقتصادية الحفاظ على اقتصاد سوقي يعمل بسلاسة قادر على الحفاظ على الضغوط التنافسية لقوى سوق الاتحاد الأوروبي.

في ظل هذه المعايير الخاصة بعضوية الاتحاد الأوروبي، كانت أوكرانيا دولة ذات أولوية بالنسبة للاتحاد الأوروبي في إطار سياسة الجوار الأوروبية للاتحاد (إنب) والشراكة الشرقية (إيب). وفي حين أن سياسة الجوار الأوروبية تشمل أقرب جيران الاتحاد الأوروبي، وتوجه خطة العمل إلى الجيران الشرقيين على وجه التحديد، فإن كلا منهما يحفزه هدف الاتحاد الأوروبي المتمثل في تكامل اقتصادي وسياسي أوثق مع الدول المحيطة. بالإضافة إلى ذلك، يعكس كل من سياسة الجوار الأوروبية و إاب التكامل الذي يعتمد على قيم معايير كوبنهاغن.

في حين أن عدم التوقيع على العضوية الكاملة لأوكرانيا، فإن توقيع الأجزاء النهائية من اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وأوكرانيا في 27 يونيو / حزيران 2014 يدل على التزام أوكرانيا بتكامل اقتصادي وسياسي أوثق مع الاتحاد الأوروبي. ويتضمن الاتفاق جدول اعمال اقتصادى محدد اوضح فى منطقة التجارة الحرة العميقة والشاملة، والذى سيوفر لاوكرانيا اطارا للوفاء بالاهداف الاقتصادية للاتحاد الاوروبى من اقامة علاقات تجارية اكثر حرية واتساقا. إن توقيع أوكرانيا على الاتفاق يحفزه الأمل في تحقيق تنمية اقتصادية أكثر استدامة وازدهارا. كيف تؤثر أزمة الديون في أوكرانيا على الاتحاد الأوروبي .

فوائد عضوية الاتحاد الأوروبي

مع الناتج المحلي الإجمالي البالغ 13 يورو و 920 و 541 مليونا في عام 2014، سوق واحد يقف كأكبر منطقة اقتصادية في العالم، حتى أكبر من الولايات المتحدة وبالنظر إلى أنه على الرغم من الأزمة المالية 2008-2009، ظل الاتحاد الأوروبي الشريك التجاري الأول لأوكرانيا، والتكامل الاقتصادي أقرب من شأنه أن يقلل من تكاليف التداول مع أكبر سوق في العالم يمكن لها فوائد اقتصادية كبيرة لأوكرانيا.

وتشمل هذه الفوائد الاقتصادية إزالة التعريفات الجمركية، مما يؤدي إلى خفض التكاليف وزيادة النشاط التجاري، وهو ما ينبغي أن يعوض عن أي عوائد ضائعة في التعريفة الجمركية. وعلاوة على ذلك، ينبغي أن يؤدي الانفتاح على التجارة الحرة إلى زيادة المنافسة مع إمكانية تحسين كفاءة الصناعات الأوكرانية. وفي نهاية المطاف، ينبغي أن يوفر مزيد من المواءمة مع البلدان الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي بيئة عمل محسنة.

في حين أن الفوائد المذكورة أعلاه هي ذات طبيعة اقتصادية في المقام الأول، يرى الكثيرون أن تكامل الاتحاد الأوروبي له فوائد سياسية كبيرة أيضا. وبالنسبة لمعظم الأوكرانيين، فإن الاقتراب من الاتحاد الأوروبي يمثل خطوات نحو الاستقلال الوطني وحريات ديمقراطية أكبر. ومع ذلك، هناك بعض الأوكرانيين الذين لا يزالون يشعرون بعلاقات كبيرة مع روسيا، وروسيا أبعد ما تكون عن غير مبال بأفعال أوكرانيا.

العلاقات الأوكرانية لروسيا

الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي ليس بسيطا مثل توقيع اتفاق لأن أوكرانيا لديها عدد من العلاقات مع جارتها الشرقية التي لها أصول تاريخية كبيرة. ويمكن مقارنة العلاقة بين أوكرانيا وروسيا بالعلاقة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. علاقات أوكرانيا مع روسيا تعود إلى أبعد من بداية الإمبراطورية الروسية في القرن العاشر ويعتبر الكثيرون أن أوكرانيا هي المكان الأصلي للجذور المسيحية الأرثوذكسية في المنطقة.

معظم الأوكرانيين يتحدثون الأوكرانية والروسية على حد سواء على الرغم من أنه في المقام الأول في الأجزاء الشرقية والجنوبية من البلاد حيث يتحدث الروسية وحيث النفوذ الروسي الأقوى. وتشمل العلاقات الأخرى شعبية وسائل الإعلام الروسية في أوكرانيا، والعلاقات العائلية وحقيقة أن العديد من الأوكرانيين يعملون في روسيا.

حجم أوكرانيا وموقعها الجغرافي يجعلها أيضا مصلحة عسكرية استراتيجية لروسيا باعتبارها منطقة عازلة تفصل روسيا عن الغرب. يذكر ان منطقة القرم الاوكرانية هى ايضا موطن لاسطول البحر الاسود الذى تقع قاعدته البحرية فى مدينة سيفاستوبول الساحلية.

لدى أوكرانيا أيضا العديد من العلاقات الاقتصادية الهامة مع روسيا. في حين أن جزءا كبيرا من صناعة الحقبة السوفياتية في أوكرانيا يتكامل بشكل وثيق مع روسيا ويكافح من أجل المنافسة في الأسواق الأوروبية، ربما أكبر تعادل اقتصادي لها هو في قطاع الطاقة. ويعتمد حوالي 80٪ من صادرات غاز غازبروم الروسية على الأسواق الأوروبية ونصف هذا العرض يمر عبر أوكرانيا. أوكرانيا نفسها مسؤولة عن استهلاك حوالي 16٪ من صادرات غازبروم الغاز. وباعتبارها أهم صادرات روسيا ومصدرا هاما للدخل، فمن الأهمية بمكان ألا تفقد تأثيرها في أوكرانيا.

أعطت هذه العلاقات روسيا سببا لتشجيع أوكرانيا على الانضمام إلى الاتحاد الجمركي الاقتصادي الأوراسي الذي يضم كازاخستان وبيلاروس وأرمينيا. وبالتالي فإن أوكرانيا تقع في صراع بين المصالح الشرقية والغربية. ويتحقق تكامل اقتصادي وسياسي أوثق مع الاتحاد الأوروبي على حساب الإساءة إلى روسيا. لماذا هي أوكرانيا في الحرب؟ التنافس الروسي مع الغرب .

أوكرانيا اشتعلت في حرب الحرب

مصالح روسيا في أوكرانيا تجعل من السهل أن نفهم رد روسيا الى مفاوضات اوكرانيا مع الاتحاد الاوربى خلال العامين الماضيين.وفي حين أصر الرئيس الأوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش على التوقيع على اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي في تشرين الثاني / نوفمبر 2013، فإنه لم يثني على متابعة التهديدات الروسية بالجزاءات التجارية وارتفاع أسعار الغاز. أدى قرار يانوكوفيتش إلى احتجاجات جماهيرية وزيادة التوترات بين المصالح الشرقية والغربية.

بعد أشهر من قرار يانوكوفيتش، تم التصويت عليه من البرلمان مما أثار الحركة العسكرية الروسية على شبه جزيرة القرم. وبعد أسابيع، في أوائل آذار / مارس، صوت برلمان القرم بالإجماع لصالح ضمه إلى روسيا. وحث الضم الاتحاد الاوربى والولايات المتحدة على فرض عقوبات على بعض الافراد والشركات الروسية، وفى وقت لاحق من هذا الشهر تم توقيع الاجزاء الاولى من اتفاقية الشراكة بين الاتحاد الاوروبى واوكرانيا فى قمة الاتحاد الاوروبى فى بروكسل. وفى الوقت الذى تنتظر فيه الاتفاقية التصديق الكامل من جانب الدول الاعضاء فى الاتحاد الاوربى حذر الرئيس الروسى فلاديمير بوتين اوكرانيا من عدم تنفيذ الاتفاقية بشكل تام حيث انها تتنافى مع العلاقات الاقتصادية والتجارية الحالية بين البلدين.

خلاصة القول

بعيدا عن أن تكون قادرة على تحديد مصيرها، أوكرانيا هي دولة تقع في وسط المصالح المتحاربة بين القوى أقوى بكثير. وعلى الرغم من الفوائد الجذابة على المدى الطويل التي تقدمها عضوية الاتحاد الأوروبي، فإن الروابط الثقافية والسياسية والاقتصادية لأوكرانيا لن تقطع بسهولة. وفي الوقت الذي أكد فيه الرئيس الأوكراني الحالي بترو بوروشينكو على أن أوكرانيا ستنفذ الإصلاحات اللازمة من أجل التقدم بطلب الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2020، فإن العائق النهائي للانضمام ليس التزام الحكومة الأوكرانية بالتغييرات الهيكلية. والعقبة الحقيقية هي الصراع بين الشرق والغرب الذي يسبق مفاوضات أوكرانيا في عضوية الاتحاد الأوروبي. وقال العديد من الخبراء إن المفاوضات تقتصر على تكثيف هذا الصراع مما يجعلها واحدة من أخطر التطورات السياسية والعسكرية في العالم منذ الحرب الباردة. مصير أوكرانيا وتكامل الاتحاد الأوروبي سوف تعتمد في نهاية المطاف على حل ناجح لهذا الصراع.