هل تستطيع المملكة العربية السعودية إنهاء اعتمادها على النفط؟

السعودية مستعدة لزيادة إنتاجها من النفط لتحقيق الإستقرار (أبريل 2024)

السعودية مستعدة لزيادة إنتاجها من النفط لتحقيق الإستقرار (أبريل 2024)
هل تستطيع المملكة العربية السعودية إنهاء اعتمادها على النفط؟

جدول المحتويات:

Anonim

تشعر المملكة العربية السعودية بألم انخفاض أسعار النفط. وأدى انخفاض الأسعار إلى تقليص نمو الناتج المحلي الإجمالي للبلاد وزيادة الاقتراض الحكومي وتوسيع عجز ميزانية الحكومة المركزية. وقد قلصت السلطات الإنفاق في محاولة لاستعادة بعض هذه الأرصدة ومنع العجز في الميزانية من تجاوز 15٪ من الناتج المحلي الإجمالي، وفقا لتقارير بلومبرغ. غير أن الحكومة تعرف أن هذه التدابير هي حلول قصيرة الأجل للتعامل مع انخفاض أسعار النفط مباشرة. وهذا ما دفع نائب رئيس مجلس إدارة شركة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مؤخرا إلى وضع رؤيته لصندوق ثروة سيادية جديد بقيمة 2 تريليون دولار يهدف إلى تنويع الاقتصاد على المدى الطويل من خلال إنشاء شركات جديدة في مجال الإسكان والبتروكيماويات والتكنولوجيا.

->

تحدي التنويع

استفادت المملكة العربية السعودية كثيرا من دورة السلع الأساسية للفترة 2003-2014، مثل العديد من الاقتصادات الأخرى القائمة على الموارد، مما أدى إلى تجاوز أسعار النفط 100 دولار للبرميل. خلال هذه الفترة، بلغ متوسط ​​نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي في المملكة العربية السعودية 6٪ سنويا، وفقا للبيانات الصادرة عن ثيغلوبالكونومي. كوم. ومع ذلك، تباطأ النمو بشكل كبير، بعد انهيار سعر النفط في منتصف عام 2014. إن الإجماع العام (انظر الرسم البياني أدناه) هو أن النمو الاقتصادي السعودي سيكون فقط 1. 2٪ في عام 2016 ويستعيد إلى حوالي 2-2. 5٪ في عام 2017، ولكن فقط إذا انتعشت أسعار النفط. ويتركز الانكماش في دورة السلع الأساسية في القيادة السعودية على طرق تنويع الاقتصاد والهروب من لعنة الموارد. (للمزيد من المعلومات، انظر: كيف سيؤثر النفط على الاقتصاد السعودي .

هذه مسألة هامة في السياسة للحكومة. المملكة العربية السعودية تتخلف عن دول أخرى في مجلس التعاون الخليجي من حيث الاعتماد على النفط. ويظهر الجدول أدناه الذي تم تجميعه من مصادر مختلفة أن االقتصاد السعودي غير النفطي أقل من بقية دول الخليج. وبالإضافة إلى ذلك، يشكل النفط نسبة أكبر من عائدات الميزانية والتصدير. ويعني انخفاض أسعار النفط أيضا أن المملكة العربية السعودية ستواجه عجزا أكبر في الميزانية في عام 2016 مقارنة بالدول المجاورة.

-

المملكة العربية السعودية

مجلس التعاون الخليجي

الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي (٪ إجمالي الناتج المحلي)

56

60

90

80

النفط الإيرادات (٪)

85

50

2016 العجز في الميزانية (٪ الناتج المحلي الإجمالي)

12. 6

11

المصدر: ذي ناتيونال، أوكسفورد إكونوميكس، S & P

مسار الإصلاح

في ورقة كتبها ليزا ساكس من مركز كولومبيا للاستثمار المستدام، نشرت في مراجعة السياسة العالمية > أيار / مايو 2015، تقول إن التنويع من قطاع السلع يعد عملا صعبا ولا تنجح بلدان كثيرة. بيد أن تلك التي تميل إلى التمتع بنمو اقتصادي أعلى على المدى الطويل. وتابعت أن النمو الاقتصادي يحدده إلى حد كبير تكوين الصادرات.وكلما زادت الصادرات تعقيدا وتطورت من الناحية الفنية، كلما كان النمو الاقتصادي على المدى الطويل أكبر. ولهذا يبدو ولي العهد السعودي حريصا على استخدام صندوق الثروة السيادية الجديد لتطوير مصادر متنوعة للإنتاج التجاري. كيف تتعامل اقتصادات بترو مع 40 دولارا من النفط . نشرت شركة ماكينزي وشركاه دراسة في ديسمبر 2015 حيث تقدر أن المملكة العربية السعودية ستحتاج إلى 4 تريليونات دولار في الاستثمارات العامة والخاصة حتى عام 2030 لعزل الاقتصاد عن دورة أسعار النفط. ويمكن لصندوق ولي العهد الجديد السيادي أن يرفع نصف هذا المبلغ من المال في فترة قصيرة نسبيا، وهذا يتوقف على توقيت مبيعات الأصول الحكومية. يقول ماكينزي إن المملكة العربية السعودية بحاجة إلى "تحول في الاقتصاد يقوده الإنتاجية" وتحدد ثمانية قطاعات (بما في ذلك التمويل وتجارة التجزئة والتصنيع والرعاية الصحية) يمكن أن تسهم بأكثر من 60٪ من النمو اللازم لمضاعفة الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030. وهناك " ولكن يبدو أن هذه الخطة ليست أي خطة رسمية للحكومة الانتقالية، ولكن يمكن للمرء أن يتخيل فقط أن المسؤولين سوف يتواصلون مع مختلف الخبراء للحصول على المشورة.

بلدان أخرى كمثال

في هذه الأثناء، يمكن للمملكة العربية السعودية أن تتطلع إلى بلدان أخرى قامت بتنويع اقتصاداتها بعيدا عن النفط للإلهام. في مارس 2015، نشر صندوق النقد الدولي ورقة بعنوان

المملكة العربية السعودية: معالجة التحديات الاقتصادية الناشئة للحفاظ على نمو قوي . ويشرح صندوق النقد الدولي فيه كيف تمكنت ماليزيا وإندونيسيا والمكسيك من تنويع كل اقتصاد من اقتصاداتها بعيدا عن النفط. وفي حالة ماليزيا، ركزت استراتيجية الحكومة على ترويج الصادرات للمصنوعات. وقال صندوق النقد الدولى انه تم تحقيق التنويع عن طريق اجتذاب الاستثمارات الاجنبية المباشرة وتنمية رأس المال البشرى من خلال الارتقاء بالمهارات. وخفضت إندونيسيا الحواجز أمام التجارة، وخفضت سعر صرفها، وقطاعات متطورة مثل الزراعة وصناعة الطائرات في البلد. وأخيرا، ركزت المكسيك موجة اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية لتعزيز الصادرات. وهذا ما سمح للبلاد بتطوير صناعاتها الخاصة بالصناعات الفضائية والفضائية. (999). المملكة العربية السعودية ليست البلد الوحيد في هذه الدورة. وهناك بلدان مصدرة للسلع الأساسية الأخرى تمر بإصلاحات أيضا، لا تركز جميعها على الصادرات. وبسبب انخفاض أسعار السلع الأساسية، بدأت الدول الأفريقية تحولات اقتصادية واسعة النطاق في قطاعات جديدة مثل الخدمات والتصنيع. في مؤتمرها الفصلي للربع الأول 2016، الذي يطلق عليه إكونوميك إنزيت: أفريكا ، يشرح أكسفورد إكونوميكس كيف تتحرك القارة الأفريقية نحو نموذج نمو محلي قائم على الاستهلاك. وهم يعتقدون أن مجالات التنمية الرئيسية من المرجح أن تكون النقل والطاقة والبنية التحتية الاجتماعية. وتقول الإحاطة على وجه التحديد: "إن الركود المطول لأسعار السلع الأساسية وفر حافزا لإعادة التوازن القطاعي بعيدا عن القطاع الاستخراجي، نحو تنويع أكبر للقاعدة الاقتصادية."

التنمية الاقتصادية في المملكة العربية السعودية طريق طويل أمام العديد من الدول الأفريقية. ولذلك، سوف تركز على بناء البنية التحتية التي طال أمدها، وتركز أكثر على تنمية القطاع ذات القيمة المضافة مثل الرعاية الصحية والمالية. ومع ذلك، يبين المثال أنه في أوقات انخفاض أسعار السلع الأساسية، تبذل البلدان ما في وسعها لتقليل اعتمادها على عائدات السلع الأساسية. الخلاصة هناك عدد من الموضوعات المشتركة التي تتجلى في تجربة تنويع البلدان المصدرة للسلع الأساسية. وبدأت المملكة العربية السعودية تنطلق من هذا الطريق، وتقوم حاليا بوضع التمويل لتحقيق هذا الهدف. ولكي يكون ناجحا، يبدو أن المفتاح هو تصنيع منتجات أكثر تقدما من الناحية التكنولوجية للتصدير. ويتطلب ذلك تشجيع القطاع الخاص على اجتذاب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى القطاعات غير النفطية. والهدف الآخر هو تعليم وتدريب واستبقاء رأس المال البشري. التحدي الأكبر للحكومة السعودية يمكن أن يبقى على مسار الإصلاح إذا ومتى انتعشت أسعار النفط فعلا. (للمزيد انظر:

هل يمكن للمملكة العربية السعودية حقا أن تفلس؟

)